الأحد، 21 أكتوبر 2012

ومر من الوقت ما مر..

ذهبت إلى النوم كما أذهب إليه كل ليلة، تاركاً الواقع المضجر ورائي، مقبلاً على الأحلام.. هناك حيث أكون ما أريد أن أكون. فألقيت بنفسي على السريرمتحمساً كما أن لو كانت هذه هي أول نومة لي في حياتي، فتدثرت بلحافي وضممته، ودفنت رأسي في وسادتي، واتخذت وضعية النوم الخاصة بي. ثم مددت يدي إلى المصباح لأطفئه.. إلا وبه ينطفئ من تلقاء نفسه.

ومر من الوقت ما مر، واستيقظ لأجد نفسي ترتعش من شدة البرد وتنتفض. فنهضت لأرى مصدر هذا البرد، إلا وبي اتفاجأ بأن سقف غرفتي قد اختفى، فها هي السماء مكشوفة أمامي، وها هو القمر قد أشرق بشعاعه من بين النجوم. ولسبب ما لم أجزع ولم أخف. ثم تذكرت بأن هذه ليست هي المرة الأولى التي يحصل لي فيها هذا الأمر.. أعني أن استيقظ لأجد أن شيئاً من العالم قد اختفى. فقد استيقظت مرة لأجد أن الناس قد اختفوا كلهم من على وجه الأرض، فكنت آخر إنسان في هذه الحياة لمدة ليلة. ومرة وجدت أن شعري قد اختفى، فكنت أصلعاً. واستيقظت مرة لأجد أن جميع الألوان قد اختفت وتلاشت من هذا العالم، فم يبقى إلا الأسود.. فكانت تلك الليلة ليلة سوداء.

وهذه المرة لم يمر من الوقت شيء، لأنني عندما أطير بسرعة الضوء يتوقف الوقت عن المضي ولا يُسمح له بالمرور. فها أنا أسبح بين النجوم والكواكب كما لو كنت أسبح في ماء البحر.

ومر من الوقت ما مر..

هناك تعليقان (2):

  1. الفكرة جداً رائعة.
    و إختصارك لآشياء كثيرة في جملة واحدة مذهل.
    عجبتني :)

    ردحذف
  2. انا سعيد جداً أنها أعجبتك يا رضوى. ^_^

    ردحذف