الجمعة، 26 أكتوبر 2012

رحلة تأمل!

ذات مرة وأنا في الخيمة التي في حوش بيتنا قررت أن أجلس جلسة تأمل وتفكر. وكان هذا ما بين المغرب والعشاء. فقمت واطفأت الأنوار، واطفأت المكيف أيضاً لأحظى بهدوء تام حتى أتمكن من الإستماع إلى صوت نفسي وهي تناديني من أعماقها. فها هي الخيمة قد أغرقها الظلام، وها هو قد أطبق على أرجاها الصمت. فذهبت وجلست في وسط الخيمة على الأرض، واستعددت نفسياً لهذه الرحلة. فالتأمل رحلةٌ في أعماق النفس وسراديبها، والمتأمل غالباً ما يرجع من رحلته هذه ببعضٍ من أسرار الكون والحياة، وقد يكتشف بعضاً من سنن الله في هذا الوجود، والتأمل رحلة يذهب فيها الإنسان شخصاً ويعود شخصاً آخر. فما أن اغمضت عيني حتى صرت أبصر الدنيا بشكل أوضح. وانطلق عقلي يسبح مفكراً متأملاً في كل شيء.

وبعد فترة وجدت أنني قد عدت إلى نفسي، عدت إليها شخصاً غير الذي ذهب. فوجدتني جالساً وسط الخيمة، فقمت وخرجت منها عائداً إلى البيت.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق