الأربعاء، 31 أكتوبر 2012

وأموت..

أحياناً أريد أن أمزق نفسي إرباً إرباً بيدي هاتين! انظر أمامي فلا أرى سوى طريقاً حالك الظملة شديد البرودة! أمشي فيه مضطراً إذ لا طريق غيره. فما أن أفعل حتى تهطل علي أقدام من كل مكان تحاول أن تطأني. اسقط على الأرض بعنف شديد فتتكسر روحي وعظامي. واسمع ضحكات شريرة ترج أرجاء المكان من حولي. اغرق في بحرٍ من دموعي ودمائي. وأموت..

الثلاثاء، 30 أكتوبر 2012

وأبكاني..

التفت إلي مفزوعاً، فلم ينتبه إلى وجودي. وكان مستغرقاً في حزنٍ شديدٍ حتى أني خفت عليه أن يهلك. فنظر إلي، ثم انسالت دمعة تتلوها دمعات على خده، فسقطت فامطرت الدنيا مطراً مالحاً. فبكى القمر وأبكاني بكائه.

الأحد، 28 أكتوبر 2012

ساكنة أحلامي

حلمت بأننا قد تلاقينا وجهاً لوجه، قلباً لقلب، روحاً لروح، فبكيت بكاء فرح وحزن في آن واحد، فأخذتها وحضنتها حضناً أبدياً اندمجت أرواحنا على إثره، فشعرت بدفئٍ يغمر روحي وفؤادي، ورأيت الألوان تعود إلى حياتي. عندها أشرقت الحياة وابستمت لي أخيراً.. وشعرت بسعادة عظيمة ملأت وجداني وكياني.. إلا أن ذلك الحلم الجميل أتى إلى نهايةٍ مأساوية.. فانقلبت على جنبي الآخر، مما جلعني انتبه من نومي، فاختفى كل شيء بسرعة. وعدت لأجد نفسي مستلقياً على سريري في غرفتي الباردة المظلمة.

الجمعة، 26 أكتوبر 2012

رحلة تأمل!

ذات مرة وأنا في الخيمة التي في حوش بيتنا قررت أن أجلس جلسة تأمل وتفكر. وكان هذا ما بين المغرب والعشاء. فقمت واطفأت الأنوار، واطفأت المكيف أيضاً لأحظى بهدوء تام حتى أتمكن من الإستماع إلى صوت نفسي وهي تناديني من أعماقها. فها هي الخيمة قد أغرقها الظلام، وها هو قد أطبق على أرجاها الصمت. فذهبت وجلست في وسط الخيمة على الأرض، واستعددت نفسياً لهذه الرحلة. فالتأمل رحلةٌ في أعماق النفس وسراديبها، والمتأمل غالباً ما يرجع من رحلته هذه ببعضٍ من أسرار الكون والحياة، وقد يكتشف بعضاً من سنن الله في هذا الوجود، والتأمل رحلة يذهب فيها الإنسان شخصاً ويعود شخصاً آخر. فما أن اغمضت عيني حتى صرت أبصر الدنيا بشكل أوضح. وانطلق عقلي يسبح مفكراً متأملاً في كل شيء.

وبعد فترة وجدت أنني قد عدت إلى نفسي، عدت إليها شخصاً غير الذي ذهب. فوجدتني جالساً وسط الخيمة، فقمت وخرجت منها عائداً إلى البيت.

الثلاثاء، 23 أكتوبر 2012

اسئلة..

أين أنتِ الآن، وماذا تفعلين؟ أتراك نائمةً، أم تقرأين كتاباً، أم تضحكين؟ بل من أنتِ.. بل هل أنتِ موجودةٌ في هذا الوجود؟ فإن كان كذلك.. أترانا سنتقابل يوماً ما ونجتمع؟ أقريبٌ هو أم بعيدٌ ذلك اللقاء؟ ها أنا ذا أناديك.. فلماذا لا تجيبينني؟ أم أنني أنا الذي لا أسمعك ندائك؟ فربما كنتِ تهمسين باسمي لوسادتك في كل ليلة، تنتظرين مني جواباً.. ولكن أتعرفين ما اسمي؟

الأحد، 21 أكتوبر 2012

ومر من الوقت ما مر..

ذهبت إلى النوم كما أذهب إليه كل ليلة، تاركاً الواقع المضجر ورائي، مقبلاً على الأحلام.. هناك حيث أكون ما أريد أن أكون. فألقيت بنفسي على السريرمتحمساً كما أن لو كانت هذه هي أول نومة لي في حياتي، فتدثرت بلحافي وضممته، ودفنت رأسي في وسادتي، واتخذت وضعية النوم الخاصة بي. ثم مددت يدي إلى المصباح لأطفئه.. إلا وبه ينطفئ من تلقاء نفسه.

ومر من الوقت ما مر، واستيقظ لأجد نفسي ترتعش من شدة البرد وتنتفض. فنهضت لأرى مصدر هذا البرد، إلا وبي اتفاجأ بأن سقف غرفتي قد اختفى، فها هي السماء مكشوفة أمامي، وها هو القمر قد أشرق بشعاعه من بين النجوم. ولسبب ما لم أجزع ولم أخف. ثم تذكرت بأن هذه ليست هي المرة الأولى التي يحصل لي فيها هذا الأمر.. أعني أن استيقظ لأجد أن شيئاً من العالم قد اختفى. فقد استيقظت مرة لأجد أن الناس قد اختفوا كلهم من على وجه الأرض، فكنت آخر إنسان في هذه الحياة لمدة ليلة. ومرة وجدت أن شعري قد اختفى، فكنت أصلعاً. واستيقظت مرة لأجد أن جميع الألوان قد اختفت وتلاشت من هذا العالم، فم يبقى إلا الأسود.. فكانت تلك الليلة ليلة سوداء.

وهذه المرة لم يمر من الوقت شيء، لأنني عندما أطير بسرعة الضوء يتوقف الوقت عن المضي ولا يُسمح له بالمرور. فها أنا أسبح بين النجوم والكواكب كما لو كنت أسبح في ماء البحر.

ومر من الوقت ما مر..

السبت، 20 أكتوبر 2012

إنفصالي عني!

هناك شعور دائماً ما يراودني من فترة لأخرى. ويهطل علي هذا الشعور تماماً كما يهطل المطر، فيكون في بعض الأحيان غزيراً حتى يكاد أن يغرقني، وفي أحيان أخرى لا يتعدى سوى بضع قطرات يسيرات فلا يضرني غير أن يبل ثيابي. وسوف أحاول أن أصف لكم هذا الشعور، مع أنه لا يخفى على أحد أن أصعب شيء في هذا الوجود هو وصف المشاعر وقولبتها في كلمات. فالمشاعر أحياناً قد لا يفهمها صاحبها، فكيف لأحد أن يعبر عن شيء لا يعرفه ولا يعرف حقيقته؟

احياناً.. وفجأة هكذا ومن دون أي مقدمات، أشعر وكأن كل ما حولي صار غير حقيقي. فأجد نفسي في مكان ما بين الواقع والخيال. فحتى الألوان والأصوات تتغير، ويصبح لها وقعاً غريباً في نفسي. فانظر إلى المكان الذي أنا فيه وابدأ في التسائل.. يا ترى هل أنا في حلم؟ مع أني لا أذكر بأنني ذهبت للنوم مؤخراً حتى أكون في حلم! ولكن إذا لم يكن هذا بحلم، فحتماً هو ليس هو الواقع، لأن الواقع الذي أعرفه يختلف عن هذا الواقع.. عن هذا المكان.. عن هذا العالم! ثم لماذا أشعر بأن وعيي عن انفصل عن جسدي؟ فكأنني أرى نفسي من بعد.. بل كأنني أنا لست أنا، فهذا ليس أنا.. وأنا لست هذا. فأنا الذي أعرفها أشعر بأنها في مكان بعيدٍ عميقٍ مدفونٍ تحت الجنادل والتراب.

وصحيح أنا هذا الشعور لا يلبث معي سوى بضع دقائق، إلا أني وقتها لا أشعر بالزمن وهو يتحرك. فأجده قد وقف ينتظرني ريثما أربط حبال حذاءي التي انحلت حتى أعود للسير مجدداً.

الأربعاء، 17 أكتوبر 2012

المرآة

وقفت أمام المرآة كعادتي صباح كل يوم، إلا أنني لم أجدني فيها، ووجدت عوضاً عن ذلك رجلاً غريباَ، لا أعرفه ولم أره في حياتي من قبل. إلا أني لسبب غامض لم أخف منه ولم أجزع. فأخذت أنظر إليه وأخذ ينظر إلي، وأحدق في عينيه ويحدق في عيني. عندها توقفت عجلة الزمن عن الحركة، وتلاشت الأصوات من حولي، وانقعشت الألوان عن الجدران، فارتفع صوت الفراغ في روحي، وشعرت ببرد يسري في عروقي. وكأنه يريد أن يخبرني شيئاً، أمراً مهماً، أمراً خطيراً. فها هي شفتاه تتحرك، وها هو لسانه ينطلق. لكنني لا أسمع حرفاً ولا كلمة. ويبدو أن العبرة تخنقه، وإلا فلما عيناه تدمعان؟ ولم ينظر إلي بهذه النظرة التي عرى بها روحي وشل بها جسدي؟! لا بد أنه يريد أن ينبهني من أمر ما. ولكن صوته لا يصلني.. أم هل أنني أنا الذي أستطيع أن أسمعه؟ لا أعرف.. لا أعرف.. لا أعرف!

وبعد فترة -والتي بدت لي وكأنما قاربت الأبدية أو زادت عنها قليلاً- إلا وبه يفقد الأمل، فيدير ظهره ويعود من حيث أتى، تراكاً لي ظله خلفه.

فها أنا أقف أمام المرآة من جديد. قد ذهب عني صاحبي وتركني من غير أن يودعني. فبت أشعربأني فقدت جزءً مني.. لكن ماذا؟ لا أعلم! لكنني أشعر بالفراغ الذي خلفه هناك في أعماقي.. هناك في مكان ما حيث تنعدم الظلال.