الاثنين، 31 ديسمبر 2012

رجل من زجاج

أراك في أحلامي، ولكنك بعيدة عني كل البعد. فكأنني في حياة وأنت في أخرى. فلا صوتي يصلك ولا صرخاتي. وفجأة تختفين ويختفي معك كل شيء، حتى الأرض التي تحت أقدامي تختفي وتتلاشى.. وتتحول إلى دخان أسود خانق، فأسقط في الظلام.

فجأة أجد نفسي عارياً، فلا لباس عليّ يحميني من هذا البرد القارس، حتى جلدي الذي هو جلدي انسلخ عني وذهب. فلم يبق معي ما يذكرني بك سوى قصاصات ذكريات قبضت عليها بيدي هاتين بكل ما أوتيت من قوة كي لا تسقط مني، إلا أنها تسربت كما تتسرب منا أعمارنا وتتفلت. فتهيج آلام في صدري تكاد تشقه شقاً.

وأتحول إلى زجاج. فأصبح رجلاً من زجاج. كل ما نبض قلبي تكسر شيئاً فشيئاً. فأبكي.. أبكي مطراً.. مطراً من حجارة.. وأتحطم إلى ألف ألف قطعة..

السبت، 29 ديسمبر 2012

لكنه لا يعرف

يحمل في داخله الكثير من المشاعر والمعاني والأفكار، ولكنه لا يعرف كيف يعبّر عنها.. بل لا يستطيع. فكلما حاول أن يُخرج منها شيئاً تزاحمت كلها على طرف لسانه، وتداخل بعضها في بعض، فيتوقف عن الكلام، وتظل حبيسةً في نفسه. فتأكله من الداخل كما تأكل النار الهشيم. ويموت شيئاً فشيئاً، من غير أن يشعر به أحد. أين ما ذهب يشعر بوحدة قاتلة، وإن اكتظ الناس من حوله واجتمعوا، فهو بعيد عنهم.. بعيد عن نفسه.. ضائع تائه. لا الناس يفهمونه، ولا هو يفهم نفسه.

يحب الأحلام كثيراً، فهناك يجد نفسه، هناك يكون من يريد أن يكون. من أجل هذا يتمنى، وفي كل ليلة قبل أن يشرع في النوم، أن لا يستيقظ أبداً، أن يظل هناك في ذلك العالم أبداً وأبداً. ولكن لا يحصل ما يتمناه، فها هو يستيقظ كل صباح، ليعود مرة أخرى إلى معركة جديدة، ويوم طويل.

السبت، 22 ديسمبر 2012

وتقول لنفسك: سوف أرحل..


وتقول لنفسك: سوف أرحل،
إلى بلاد أخرى. إلى بحار أخرى.
إلى مدينة أجمل من مدينتي هذه. 
من كل جمالٍ في الماضي عرفته..
لا أرض جديدة يا صديقي هناك،
ولا بحر جديد. فالمدينة ستتبعك،
وفي الشوارع نفسها سوف تهيم إلى الأبد.
وضواحي الروح نفسها ستنزلق،
من الشباب إلى الشيخوخة،
 وفي البيت نفسه سوف تشيخ وتموت..
لا سفن هناك تُجليك عن نفسك،
آه! ألا ترى؟
أنك يوم دمرت حياتك في هذا المكان،
فلقد دمرت قيمة حياتك في كل مكان آخر على وجه الأرض!
- للشاعر اليوناني كافاكي

الخميس، 20 ديسمبر 2012

أراد أن يتلاشى

أراد أن يتلاشى.
أراد أن يختفي.
أراد أن تتلاشى تلك الآلام والآحزان التي تعصف داخله ليل نهار.
أراد أن تنخمد تلك النيران التي أكلته أكلاً، وأحرقت كل شيء فيه حرقاً، فلم تترك له سوى رماد ذكريات ماضٍ لا تعود.
أراد أن ينتهي قَتَلَتُهُ عن قتله، فهاهم يقتلونه في كل يوم ألف مرة. ومع هذا، فلا هو مع الأموات حتى يقال ميت.. ولا مع الأحياء حتى يقال حي.. ولكنه معلقٌ ما بين هؤلآء وهؤلآء.
إذا نظر إلى الشمس لم ير فيها دفئاً ولا نورا. وإذا نظر إلى القمر لم ير فيه حسناً ولا جمالاً.
إذا نظر إلى العالم وجده بلا ألوان. فلا أزرق يرى ولا أحمر، لا أصفر ولا أخضر. بات لا يرى سوى اللون الأسود في كل مكان وجّه وجهه. فكيف لا وسماؤه أمطرت حبراً أسوداً صبغ كل شيء حتى صار نهاره أسوداً كسواد الليل؟
يرى الناس من حوله يضحكون، وهو مكتئبٌ حزين.
لهذا، أراد أن يتلاشى.. 
لهذا أراد أن يختفي..
لهذا قرر أن يهرب.. أن يهرب مما حوله.. أن يهرب من كل شيء.. أن يهرب من نفسه.



الثلاثاء، 4 ديسمبر 2012

About to fall

In the middle of the bridge I stand,
The bridge that connects reality with dreamland.

Some one shouts, I hear a sound,
From somewhere it comes, I look around.

Nothing I see, but a vast black sea,
I drown in the darkness that's inside of me.

A broken mirror, a broken soul,
A moon that looks like it's about to fall.

الثلاثاء، 20 نوفمبر 2012

ما هو الحب؟

***

الحب هو الشمس والقمر.
الحب هو الليل والنهار.. هو الظلمة والضياء.
الحب هو فصل الربيع.. وهو فصل الخريف.
الحب هو السماء والأرض.
الحب هو ما يمزقنا وما يجمعنا.
الحب هو إعصارٌ ناريٌ في عاصفةٍ ثلجية.
الحب هو القاتل والمقتول.. الجاني والمجني عليه.
الألم والسعادة.. التعب والراحة.. العذاب والنعيم.. هذا هو الحب.
هو المتناقضات عندما تجتمع، وعندما تتفرق.
الحب هو الحياة.. وهو كذلك الموت.
عطاء هو وأخذ.. تضحية هو وأنانية.
هذا هو الحب.. هذا هو الحب.. هذا هو الحب..

***