السبت، 20 أكتوبر 2012

إنفصالي عني!

هناك شعور دائماً ما يراودني من فترة لأخرى. ويهطل علي هذا الشعور تماماً كما يهطل المطر، فيكون في بعض الأحيان غزيراً حتى يكاد أن يغرقني، وفي أحيان أخرى لا يتعدى سوى بضع قطرات يسيرات فلا يضرني غير أن يبل ثيابي. وسوف أحاول أن أصف لكم هذا الشعور، مع أنه لا يخفى على أحد أن أصعب شيء في هذا الوجود هو وصف المشاعر وقولبتها في كلمات. فالمشاعر أحياناً قد لا يفهمها صاحبها، فكيف لأحد أن يعبر عن شيء لا يعرفه ولا يعرف حقيقته؟

احياناً.. وفجأة هكذا ومن دون أي مقدمات، أشعر وكأن كل ما حولي صار غير حقيقي. فأجد نفسي في مكان ما بين الواقع والخيال. فحتى الألوان والأصوات تتغير، ويصبح لها وقعاً غريباً في نفسي. فانظر إلى المكان الذي أنا فيه وابدأ في التسائل.. يا ترى هل أنا في حلم؟ مع أني لا أذكر بأنني ذهبت للنوم مؤخراً حتى أكون في حلم! ولكن إذا لم يكن هذا بحلم، فحتماً هو ليس هو الواقع، لأن الواقع الذي أعرفه يختلف عن هذا الواقع.. عن هذا المكان.. عن هذا العالم! ثم لماذا أشعر بأن وعيي عن انفصل عن جسدي؟ فكأنني أرى نفسي من بعد.. بل كأنني أنا لست أنا، فهذا ليس أنا.. وأنا لست هذا. فأنا الذي أعرفها أشعر بأنها في مكان بعيدٍ عميقٍ مدفونٍ تحت الجنادل والتراب.

وصحيح أنا هذا الشعور لا يلبث معي سوى بضع دقائق، إلا أني وقتها لا أشعر بالزمن وهو يتحرك. فأجده قد وقف ينتظرني ريثما أربط حبال حذاءي التي انحلت حتى أعود للسير مجدداً.

هناك تعليقان (2):

  1. أشعر في أوقات كثيرة بشعور مشابه!
    و كأني لست أنا !!
    أعجبتني التدوينة جداً :)

    ردحذف
  2. شكراً جزيلاً لك يا رضوى. ^_^

    ردحذف