السبت، 29 ديسمبر 2012

لكنه لا يعرف

يحمل في داخله الكثير من المشاعر والمعاني والأفكار، ولكنه لا يعرف كيف يعبّر عنها.. بل لا يستطيع. فكلما حاول أن يُخرج منها شيئاً تزاحمت كلها على طرف لسانه، وتداخل بعضها في بعض، فيتوقف عن الكلام، وتظل حبيسةً في نفسه. فتأكله من الداخل كما تأكل النار الهشيم. ويموت شيئاً فشيئاً، من غير أن يشعر به أحد. أين ما ذهب يشعر بوحدة قاتلة، وإن اكتظ الناس من حوله واجتمعوا، فهو بعيد عنهم.. بعيد عن نفسه.. ضائع تائه. لا الناس يفهمونه، ولا هو يفهم نفسه.

يحب الأحلام كثيراً، فهناك يجد نفسه، هناك يكون من يريد أن يكون. من أجل هذا يتمنى، وفي كل ليلة قبل أن يشرع في النوم، أن لا يستيقظ أبداً، أن يظل هناك في ذلك العالم أبداً وأبداً. ولكن لا يحصل ما يتمناه، فها هو يستيقظ كل صباح، ليعود مرة أخرى إلى معركة جديدة، ويوم طويل.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق