الخميس، 20 ديسمبر 2012

أراد أن يتلاشى

أراد أن يتلاشى.
أراد أن يختفي.
أراد أن تتلاشى تلك الآلام والآحزان التي تعصف داخله ليل نهار.
أراد أن تنخمد تلك النيران التي أكلته أكلاً، وأحرقت كل شيء فيه حرقاً، فلم تترك له سوى رماد ذكريات ماضٍ لا تعود.
أراد أن ينتهي قَتَلَتُهُ عن قتله، فهاهم يقتلونه في كل يوم ألف مرة. ومع هذا، فلا هو مع الأموات حتى يقال ميت.. ولا مع الأحياء حتى يقال حي.. ولكنه معلقٌ ما بين هؤلآء وهؤلآء.
إذا نظر إلى الشمس لم ير فيها دفئاً ولا نورا. وإذا نظر إلى القمر لم ير فيه حسناً ولا جمالاً.
إذا نظر إلى العالم وجده بلا ألوان. فلا أزرق يرى ولا أحمر، لا أصفر ولا أخضر. بات لا يرى سوى اللون الأسود في كل مكان وجّه وجهه. فكيف لا وسماؤه أمطرت حبراً أسوداً صبغ كل شيء حتى صار نهاره أسوداً كسواد الليل؟
يرى الناس من حوله يضحكون، وهو مكتئبٌ حزين.
لهذا، أراد أن يتلاشى.. 
لهذا أراد أن يختفي..
لهذا قرر أن يهرب.. أن يهرب مما حوله.. أن يهرب من كل شيء.. أن يهرب من نفسه.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق